فصل: فصل في النملة الجاورسية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في النملة الجاورسية:

النملة بثرة أو بثور تخرج وتحدث ورماً يسيراً وتسعى وربما قرحت وربما انحلّت وقد عرفت سبب كل واحد من ذلك.
ولون النملة إلى الصفرة وتكون ملتهبة مع قوام ثؤلولي ومستديرة وهي في الأكثر مستعرضة اوصول إلا ضرباً منها يسمّى أفروخوروذن يكون مستدق الأصل كأنه معلق ويحسّ في كلِّ نملة كعض النملة.
وبالجملة فإن كل ورم جلدي ساعِ لا غوص له فهو نملة لكن منها جاورسية ومنها أكالة على ما عملت وإذا صارت قروحاً وتعفّنت خصت بإسم التعفّن.
فصل في علاج النملة:
النملة وما يجري مجراها إذا لم يبدأ فيها فيستفرغ الخلط على ما يجب بل عولج القرح بما يبرىء عاد من موضع آخر بالقرب أو من الموضع نفسه ولا يزال يأكل الجلد أكلاً بعد أكل.
وماء الجبن بالسقّمونيا نافع في استفراغ مادة النملة ونحوها.
وأما الطريق التي يعالج بها النملة فهي بأن يجنب الأكال منها المرطبات التي قد تستعمل في الحمرة فإن الترطيب لا يلائم القروح وتستعمل في أوائلها الأمثل الخس والنيلوفر وحي العالم والطحلب والرجلة بل إن كان ولا بد فمثل عنب الثعلب وخصوصاً اليابس المدقوق فإن فيه تجفيفاً ومثل لسان الحمل والعليق والعدس من بعد وسويق الشعير وقشور الرمان وقضبان الكرم.
فإذا خيف عليه التأكّل أو التقرح استعمل مع هذه المبردات شيء من العسل ونحوه أو دقاق الكندر مع خلّ.
والماء الذي يسيل من خشب الكرم الرطب عند الاحتراق جيد وبعر المعز مع الخل أو إخثاء البقر مع الخلّ.
وإذا ظهر التقزُح أو التأكل فاستعمل أقراص أنزروت بشراب قابض أو خلّ ممزوج أو عصارة قثاء الحمار وملح ومرارة التيس والسذاب مع النطرون والفلفل أو النطرون ببول صبي وجالينوس يستصوب أن يؤخذ شيء كالأنبوب من طرف ريش أو من غير ذلك حاد الطرف يمكن أن يلتقم النملة ثم ينفذ حولها إلى العمق بحدة وتقلع النملة من أصلها.
وأما أمثال الصبيان فيذهب بنملتهم أن يدخلوا الحمام فيضربهم هواء الحمّام ثم يخرجوا بسرعة ويطلوا بدهن الورد بماء الورد.
الجاورسية تشبه النملة في العلاج لكن الأولى في إسهالها أن تكون في مسهلها قوة من مثل التربد مع ما يسهل الصفراء.
وإن كانت قوة من الأفتيمون فهو أجود لأنه لا بد هناك من سوداء أو بلغم يخالط الصفراء ثم يؤخذ العفص والكزمازك والصندل وقشور الرمان والطين الأرمني يجمع كله في الخل وماء الورد بمقدار ما لا يلذع ثم يلطخ عليه بريشة.
واللبن الحليب شديد الملاءمة لعلاج هذه العلة فإذا جاوز الأول فيجب أن يعالج بمثل رأس السمك المملّح محرقاً يطلى بالشراب العفص وأقوى من ذلك إذا احتيج إلى تجفيف بليغ أن يؤخذ ورق الباذروج ويدق ويجعل فيه القلقديس ويستعمل وأقوى من ذلك زنجار وكبريت أصفر محرق يتخذ منه لطوخ بالشراب أو بماء خشب الكرم الذي ينش عند احتراقه.

.فصل في الجمرة بالجيم والنار الفارسيّة وغير ذلك:

هذان اسمان ربما أطلقا على كل بثر أكال منفط محرق محدث للخشكريشة إحداث الحرق والكي.
وربما أطلق اسم النار الفارسية من ذلك على ما كان هناك بثر من جنس النملة أكال محرق منفط فيه سعي ورطوبة ويكون صفراوي المادة قليل السوداء قليل التقعير ويكون مع بثور كبيرة صغيرة كأن هناك خلط حاد كثير الغليان والبثر.
وأطلق اسم الجمرة على ما يسود المكان ويفحم العضو من غير رطوبة ويكون كثير السوداوية غائصاً وبثره قليل كبير الحجم ترمسي وربما لم يكن هناك بثر البتة بل ابتدأت في الأول جمرة.
وجميع ذلك يبتدىء بحكة كالجرب وقد يتنفط النار الفارسية والجمر ويسيل منه شيء كما يسيل عن المكاوي محرق يكوي الموضع رمادي في لونه أسود وربما كان رصاصياً ويكون اللهيب الشديد مطيفاً به من غير صدق حمرة بل مع ميل إلى السواد.
والذي يخص باسم الجمرة يكون أسود أصل الجرح مائلاً إلى النارية وكان له بريق الجمرة.
والنار الفارسية منها أسرع ظهوراً وحركة والجمرة أبطأ وأغور وكأن مادتها مادة البثر والقوباء لكنها حادة في النار الفارسية وما عرض منهما في اللحم فهو أيسر تحللاً وما عرض منهما للعصب فهو أثبت وأبطأ تحللاً وكل واحد منهما عن مرار أصفر محترق مخالط للسوداء ولذلك يحدث منهما جميعاً خشكريشة سوداء وكان النار الفارسية أشد صفراوية والجمرة أشدّ سوداوية ولك أن تسمي كل واحد منهما بالمعنى الذي يجمعها جمرة ثم تقسم ولك أن تسميهما كليهما ناراً فارسية لذلك المعنى بعينه ثم تقسم ولك أن تعطي كل معنى اسماً وقد فعل جميع ذلك ولا كبير فرق فيه.
وقد يكون مع هذه ومع أصناف النملة والجاورسية الرديئة حميات شديدة الرداءة قتالة وقد تحدث هذه بسبب الوباء وكثيراً ما تشبه الفلغموني وإلى سواد ما في ابتداء الأمر وخصوصاً في سنة الوباء.
فصل في علاج الجمرة والنار الفارسية:
لا بد من الفصد ليستفرغ الدم الصفراوي وإذا كانت العلة هائلة فلا بد من مقارنة الغشي وربما احتيج وخصوصاً في الجمرة إلى شرط عميق ليخرج الدم الرديء المحتقن فيه الذي هو في طبيعة السم ولا تفعل ذلك إذا كانت المادة مادة إلى الصفراوية.
وإما العلاج الموضعي فلا بد من مثل علاج الجمرة ولكن لا يجب أن يكون اللطوخ شديد التبريد كما في الجمرة فإن المادة إلى غلظ ولأنها بحيث لا تحتمل ارتداد القليل منها إلى باطن لأنها مادة سمية ولا يجوز أن تستعمل شديد القبض أيضاً فإن المادة غليظة بطيئة التحلل ولا يجوز أن تستعمل المحللات لا في الأول من الظهور ولا عند أول سكون الالتهاب فتزيد في كيفية المادة بل يجب أن تستعمل الأدوية المجففة التي فيها تبريد وتحليل ما مع دفع مثل ضماد يتخذ من لسان الحمل والعدس وخبز كثير النخالة.
فإن مثل هذا الخبز ألطف في جوهره وأضمده تَشبه هذه مما كتب في القراباذين وأيضاً العفص بخل خمر والشبّ بخلّ خمر.
ومن الأدوية الجيدة في هذا الوقت وبعده أن يؤخذ رمان حامض ويُشقق ويُطبخ مع الخل حتى يلين ثم يسحق ويؤخذ على خرقة ويستعمل فإنه يصلح في كل وقت وتقلع هذه العلة في الابتَداء والانتهاء وقد يقع في أدوية هذا الوقت الجوز الطري وورقه مع السويق والزبيب والتين بشراب ودهن الخشخاش الأسود وأجوده أن يتخذ من الجملة ضماد.
ومن الأدوية الصالحة في أكثر الأوقات:
أفيون أقاقيا زاج سوري قشور رمان من كل واحد درهمان زهرة النحاس درهم بزر البنج درهم وأمثال هذه الأدوية إنما يوضع على ما لم يتقرّح.
وأما المتقرح فلا بد فيه من المجفف القوي مثل دواء أنزروت وفراسيون وأقراص بولواندروس ودواء القيسور بشراب حلو أو ميبختج.
وسائر ما قيل في علاج الجمرة المتقرحة والنملة الجاورسية ويجب أن تضمد عليها الأضمدة في اليوم مرتين وفي الليل مرة أو مرتين ولا تستعمل المعفنات ما قدرت فإنها تزيد في رداءة العلة.
ويجب أن تتعاهد ما يحمِط بالموضع موضع الإحتراق بالطين الأرمني بالخل والماء وسائر ما يبرّد ويردع وما هو أقرب من ذلك بصوف الزوفا مغموساً في الشراب فإذا سكن الالتهاب وبقيت القروح عولجت بمثل المراهم الراسية ومرهم ديانوطاس وسائر أدوية القروح المتأكلة المذكورة في القراباذين.
والجوز العتيق الدهين صالح للنار الفارسية في هذا الوقت.

.فصل في النفّاطات والنفّاخات:

النفاطات تحدث على وجهين: إحداهما بسبب مائية تندفع من غليان في الأخلاط تتصعد به المادة دفعة واحدة إلى ما تحت الجلد فتجد الجلد أكثر تكاثفاً مما تحته فلا ينفذ فيه بل يبقى نفاخة مائية.
والثاني أن يكون بدل المائية دم فيتقيّح من تحت.
فصل في علاج النفّاطات:
والنفّاخات أما تنقية البدن والفصد ونحو ذلك فعلى ما علمت وتستعمل التدبير والغذاء على النحو الذي ذكر وتجعل عليها في أول ما يكاد يظهر مثل العدس المطبوخ بالماء ومثل قشور الرمان أو قشر أغصانه مطبوخاً بالماء كل ذلك يوضع على موضعه بعد الطبخ والتليين فاتراً.
فإن خرجت النفّاطات وأردت علاجها نفسها فالغليظ الجلد بوجع فيجب أن يفقأ بالإبر ويسيل ما فيه والرقيق ربما تفقأ بنفسه ولا يجب أن يمهل بل يفقأ أيضاً ويعصر ما فيه بالرفق قليلاً قليلاً ثم لا يخلو إما أن يبرأ وإما أن يتقرّح فإن تقرّح عولج بالمراهم الاسفيداجية والمرداسنجية ونجوها وخصوصاً إذا وقع فيها مثل الإيرسا ومراهم الجمرة إذا سعت وتأكلت والنملة وسائر ما ذكرنا.
دواء مركب: مرداسنج رطل زيت عتيق رطل ونصف زرنيخ رطل يطبخ المرداسنج بالزيت حتى لا يلتصق ثم يصبّ عليه الزرنيخ وأيِضاً دواء يصلح لما يقع منه على المذاكير والشفة ونحوها وبالجملة على الأعضاء التي هي أشد حاجة إلى التجفيف.
آخر: يؤخذ قلقطار وقلقديس من كل واحد ثمانية بورق إثنان يسحق بماء ويستعمل وكذلك بعر الماعز بعسل.
وإذا سقطت الخشكريشات واللحمان الفاسدة وظهر اللحم الصحيح فيعالج بعلاج الخراجات البسيطة.
وقد تُسقط الخشكريشات واللحم الرديء أدوية معروفة وبالسكندرية يسقطونها بالحشيشة المسماة ساراقياس وأيضاً بارخس وأيضاً طرياخكس ودهن الأقحوان جيد لإسقاطها.
وبالجملة فإن الإشتغال بإسقاط الخشكريشة وعلاج الباقي بعلاج الجراحات الصحيحة صواب جداً.
دواء جيد مجرب للقدماء انتحله بعض المحدثين.
يؤخذ العنزروت والصبر والكندر والاسفيذاج والزنجار أجزاء سواء ومثل الجميع طين أرمني يتخذ منها بنادق وتؤخذ وتحلّ في خل وماء ويطلى به الموضع طلاء فوق طلاء حتى يحدث فيه تقبض شديد ويصير خشكريشة فأما أن تسقط بنفسها إن كانت تحتها رطوبة وإما أن تحتاج إلى أن تخلعها وتسقطها لا تزال تفعل ذلك حتى يسقط الجميع.

.فصل في الشَّرى:

الشرى بثور صغار مسطحة كالنفّاخات إلى الحمرة ما هي حكاكة مكربة تحدث دفعة في أكثر الأمر وقد يعرض أن تسيل عنها رطوبة وربما كانت دموية وفي أكثر الأمر تشتدّ ليلاً ويشتدّ كربها فيه وغمها وسببها بخار حار يثور في البدن دفعة إما عن دم مري أو عن بلغم بورقي.
والدموي يكون أشد حمرة وحرارة وأسرع ظهوراً.
والبلغمي أقل في جميع ذلك.
واشتداد البلغمي ليلاً أكثر من اشتداد الدموي وإذا كان الشَرى يأخذ موضعاً واسعاً فإن لم يفصد خيف حمّى الغب ويجب أن يفصد في مهلة بينه وبين المبتدأ.
فصل في علاج الشَرى:
أما إن كان الغالب الدم فيجب أن تبادر إلى الفصد ثم تتبع بإسهال الصفراء إن احتملت القوة بمثل الهليلج جزءان والأيارج جزء والشربة ثلاثة دراهم في السكنجبين وتسكينه بمثل التمر الهندي وماء الرمانين بقشرهما أو ماء الرمان المز بقشره ونقيع المشمش وماء الرائب وأقراص الطباشير الكافورية بماء الرمان وسقي الماء الحار في اليوم مراراً مما ينفع منه ويلين طبيعة صاحبه ومما يسكُنه نقيع السماق المصفى يؤخذ منه ثلاث أوراق.
ومن أغذيته الطفشيل والخل زيت بدهن اللوز والخلّ زيت بماء الحصرم والرائب وأما إن كان الخلط بورقياً فيستفرغ البدن بالهليلج بنصفه تربد والشربة ثلاثة دراهم.
ويعطي العليل جوز السرو الرطب أوقية مع درهم صبر ويؤخذ العصفر ويسحق ويضرب بخل حامض ويسقى أو يسقى ماء المغرة أو ماء جرة جديدة.
وللبغلمي يؤخذ كبابة درهم مع ثلاثة دراهم سكّر ووزن ثلاثة دراهم بزر الفنجنكشت في اللبن الحليب ومما جرّب في كل صنف فودنج درهمان طباشير درهمان ورد أحمر نصف درهم كافور قيراط يسقى في ماء الرمان الحامض أو يسقى الأبهل على الريق.

.فصل في الأكلة وفساد العضو والفرق بين غانغرانا وسفاقلوس:

الكلام في هذه الأشياء مناسب من وجه ما للكلام في الأمور التي سلف ذكرها نقول أن العضو يعرض له الفساد والتعفن بسبب مفسد الروح الحيواني الذي فيه أو مانع إياه عن الوصول إليه أو جامع للمعنيين ومثل السموم الحارة والباردة والمضادة بجواهرها للروح الحيواني ومثل الأورام والبثور والقروح الرديئة الساعية السمّية الجوهر والتي يخطأ عليها كما يخطأ في صب الدهن في القروح الغائرة فيعفن اللحم وبالتبريد الشديد على الأورام الحارة فيفسد مزاج العضو.
وأما المانع فالسدة وتلك السدة إما عرضية بادية مثل شد بعض الأعضاء من أصله شدَّاً وثيقاً فإن هذا إذا دام فسد العضو لاحتباس الروح الحيواني عنه أو احتباس القوة الساطعة وقد يكون لسدّة بدنية مثل ورم حار رديء ثابت عظيم غليظ المادة ساد للمنافد ومداخل النفس الذي به يحيا الروح الحيواني وهذا مع ما يحبس فقد يفسد المزاج أيضاً وما كان من هذا في الابتداء ولم يفسد معه حسّ ما له حس فيسمى غانغرانا وخصوصاً ما كان فلغمونياً في ابتدائه.
وما كان من الاستحكام بحيث يبطل حس ما له حسّ وذلك بأن يفسد اللحم وما يليه وحتى العظم ابتداء أو عقيب ورم فإنه يسمى سفاقلوس.
وقد يصير كانغرانا سفاقلوس بل هو طريق إليه وكل هذا يعرض في اللحم ويرض في العظم وغيره وإذا أخذ يسعى إفساده العضو ويرم ما حول الفاسد ورماً يؤدي إلى الفساد فحينئذ يقال لجملة العارض آكلة ويقال لحال الجزء من العضو الذي يعفن موت ولولا غلظ مادتها لم تلزم واندفعت.
فصل في المعالجة:
أما غانغرانا فما دام في الابتداء فهو يعالج وأما إذا استحكم الفساد في اللحم فلا بدٌ من أخذ جميعه.
فإذا رأيت العضو قد تغيّر لونه وهو في طريق التعفن فيجب أن تبادر إلى لطخه بما بمنع العفونة مثل الطين الأرمني والطين المختوم بالخل.
فإن لم ينجع ذلك لم تَجد بداً من الشرط الغائر المختلف الوجوه في المواقع وإرسال العلق وفصد العروق المقاربة له الصغار ليأخذ الدم الرديء مع صيانة لما يطيف بالموضع بمثل الأطلية المذكورة ويوضع على الموضع المشروط نفسه ما يمنع العفن ويضاده مما له غوص أقوى مثل دقيق الكرسنّة مع السكنجبين أو مع دقيق الباقلا وخصوصاً مخلوطاً بملح ومما يطلى عليه الحلتيت وبزر القريص أيضاً زراوند مدحرج وعصارة ورق الخوخ جزءاً جزءاً زنجار نصف جزء يسحق بالماء حتى يصير على ثخن العسل وتطلى به القرحة وحواليها.
ومن الأدوية المانعة للآكلة: أن يؤخذ من الزنجار والعسل والشبّ بالسوية ويلطخ به فإنه يمنع ويسقط المتعفن ويحفظ ما يليه فإن جاوز الحال حال الورم وحال فساد لونه فأخذ في ترهّل وترطب يسيراً فهذا منه طريق آخر في التعفن فيجب أن ينثر عليه زاوند مدحرج وعفص بالسوية حتى يجففه به وكذلك الزاج أيضر والقلقطار جيدان خصوصاً بالخل وورق الجوز وكذلك قثّاء الحمار أو عصارته طلاء فإن أخذ بعض اللحم يفسد قطعته أو أسقطته بمثل أقراص الأنزروت وأقوى منه قلقديقون فإذا سقطت طبقة تداركت بالسمن تجعله عليه ثم تسقط الباقي حتى يصل إلى اللحم الصحيح.
والزاج الأحمر نثور جيد على الترهل والتعفن.
فإذا ظهر العفن فلا يدافع بالقطع والإبانة فيعظم الخطب.
وإذا عظم الورم حول التعفن فقد مدح له سويق بعصارة البنج وليس هو عندي بجيد بل يجب أن يكون استعمال مثله على الموضع الصحيح ليمنع عنه ويردع فإذا قطعت العضو الذي تعفن فيجب أن يكون ما يحيط به بالنار فذلك هو الحزم أو بالأدوية الكاوية المحرقة وخصوصاً في الأعضاء السريعة القبول للعفن بسبب حرارتها ومجاورة الفضول الجارية لها مثل المذاكير والدبر فهذا القمر هو الذي نقوله ههنا وتجد في كلامنا في القروح المتعفنة ما يجب أن تضيفه إلى هذا الباب.